داود بازوف
بعد انطلاق موقع بوكر ستارز بقوة، وبعد نجاحه الباهر، في أحد أيام عام 2011 ، حلّت الطّامة الكبرى على الموقع. ولكنه منذ تلك الفترة، سنحت له الفرصة ليستعيد نشاطه من جديد، تمّ بيعه في صفقة ضخمة، وحافظ على مكانته كأقوى موقع بوكر في العالم. سوف نروي لكم قصة الضربة القاسية التى تكبّدها بوكر ستارز منذ إقامته وحتى اليوم. لقد حلّت به الأزمات الصّعبة حتى في قمة ازدهاره وعندما كان في أوجه، وربما كان قد أصابه الغرور من نجاحاته ومن المبالغ المالية الهائلة التي كانت بحوزته.
يوم الجمعة الأسود للبوكر
في عام -2011 كانت لعبة البوكر في قمة شعبيتها – وبالنتيجة، كان بوكر ستارز أحد الرّابحين الكبار من ذلك. وفي مباريات
الـ -PCA للبوكرستارز في جزر الكاريبي، أصبحت جولة ألعاب بوكر ستارز هي جولة الألعاب الحية الأكثر فخامة من حيث مبالغ الجوائز العالية فيها خارج لاس فيغاس، وأصبحت فانيسا سيلبرت، وهي لاعبة محترفة في بوكر ستارز من أشهر اللاعبات التي تحدثوا عنها حول العالم بإسهاب، خاصة بعد فوزها للمرة الثانية على التوالي في دورة ألعاب البوكر في شمال – أمريكا، ولقد نالَ البرنامج التلفزيوني High Stakes Poker الذي كان تحت رعاية بوكر ستارز في تلك الفترة جماهيريةً عالية.
لم يكن أحد في بوكر ستارز يتوقّع ما حدث في أهم يوم في تاريخ البوكر اون لاين – 15 أبريل 2011، اليوم الذي لن ينساه عشّاق البوكر وسمّوه “يوم الجمعة الأسود”.
وتعود القصة إلى الوراء، لتبدأ قبل يوم الجمعة الأسود هذا بخمس سنوات، حين قام الكونغرس الأمريكي بِسنّ قانونٍ في – 2006 يحدّ من القمار عبر الإنترنت. وكما تحدّثنا في القسم السابق ، فإنّ بوكر ستارز قد استفاد بالفعل من هذا القانون، فهو بالنقيض للمواقع الكبرى مثل بارتي بوكر الذي قرّر ترك الولايات المتحدة كردّ فعل على القانون، بقي بوكر ستارز واستولى على حصّة كبيرة من سوقهم. ولكن هذا النجاح ارتدّ عليهم كما يرتد الـ بوميرانغ في ذلك اليوم المدعو بيوم الجمعة الأسود.
نهاية حقبة في البوكر العالمي
يوم الجمعة الأسود – إعلان وزارة القضاء الأمريكي عن غلق موقع البوكر
وبسبب الصعوبات البيروقراطية الكثيرة، مرّت عملياً أربع سنوات منذ سنّ القانون ضد القمار عبر الإنترنت، إلى أن تم تطبيقه في الواقع وأصبح ساري المفعول في يونيو 2010. كان أصحاب مواقع البوكر يتوقّعون أنهم ربما سوف يكونون محميين من هذا القانون – ولكن السلطات الأمريكية في -2011 قررت فرض القانون بكل حزم وقوة. وأصدرت وزارة القضاء الأمريكي بيان دعوى ضد 11 من مدراء ثلاثة مواقع كِبار للبوكر الذين كانوا نشطين آنذاك وهم: بوكر ستارز، بول تيلت، و أبسولوت بوكر. وكان يشاي شوينبيرج، مؤسس بوكر ستارز، من بين المتهمين، إلا أنه كان خارج الولايات المتحدة وقتها، ولذلك لم يتم القبض عليه. وعلاوة على ذلك، قدّمت الوزارة دعوى مدنية ضد هذه المواقع وطالبتهم بمبلغ ضخم قدره 3.2 دولار.
وبدلاً من الصفحة التي اعتاد المتصفحون رؤيتها لدى زيارتهم موقع بوكر ستارز، وجدوا إعلاناً من وزارة القضاء الأمريكي بغلق الموقع. ولم يمر سوى خمسة أيام بعد يوم الجمعة السوداء، حتى توصّلوا في بوكر ستارز إلى اتفاق مع سلطات القضاء وأُعيدَ لهم عنوان الإنترنت (Domain) الخاص بهم إلى موقعهم. وعاد الموقع لممارسة نشاطه – ولكن لم يَعد مسموحاً للاعبين الأمريكيين أن يلعبوا على الموقع. وبعد أسبوع ونصف من يوم الجمعة الأسود، توفّرت الإمكانية للاعبين الأمريكيين أن يسحبوا نقودهم – وبذلك فارقوا نهائياً الموقع الذي كان منصّة البوكر المفضّلة لديهم.
اليد اـ – 100 مليار في بوكر ستارز
100 مليار يد
ورغم الضربة القوية التي تلقّاها بوكر ستارز، كان الموقع الذي واجه المشاكل أكثر بكثير منه، هو بول تيلت، منافسه الكبير الذي بالإضافة إلى المخالفات التي قام بها ضد قانون القمار، تمّ اتّهامه أيضاً بقيامه بخدعة فونزي، فخدع بهذا زبائنه.
في شهر يوليو 2012 توصّل بوكر ستارز إلى اتفاق مع وزارة القضاء الأمريكية الذي استطاع بموجبه أن يشتري ما يمتلكه موقع بول تيلت الذي كان غارقاً تحت ثقل المشاكل المالية. وبالمقابل دفع بوكر ستارز غرامة وقدرها 547 مليون دولار، وصدر حكم على يشاي شوينبيرج المؤسّس بمغادرة بوكر ستارز في غضون 45 يوماً.
ورغم أن الموقع فَقَد اللاعبين الأمريكيين الذين كانوا يزورونه، نجح بوكر ستارز في استعادة نشاطه، وفعلاً استردّ قوته بعد الضربة الموجعة التي انهالت عليه في يوم الجمعة الأسود. وفي شهر يونيو 2013، بعد سنتين من التحرر، أعلن عن اليد
الـ – مليار التي لعبها اللاعبون على الموقع، وكانت اللاعبة اليونانية إيزادورا فانيوطوبولو هي التي فازت بهذه اليد الشهيرة، وحصلت على مكافأة خاصة وقدرها 103,800 دولار، وذلك على الرغم من أن مبلغ الرهان نفسه في اليد لم يتجاوز 31.55 دولار فقط. بالإضافة إلى ذلك، بدأ بوكر ستارز بافتتاح غرف بوكر خاصة به في أماكن مثل مدريد، لندن و ماكاو.
في عام 2014 أعلنت مجموعة أمايا الكندية أنها اشترت مَوقعِي بوكر ستارز وبول تيلت بمبلغ ضخم و قدره 4.9 مليار دولار. ومدير عام شركة أمايا الأوّل كان ، داود بازوف، و هو من أصل جيورجي، هاجر إلى كندا مع والديه عندما كان طفلاً. عمره سنة، ويديرها اليوم رافي أشكنازي.
في ما يتعلّق بالسوق الأمريكي،كان نجاح بوكر ستارز في العودة محدوداً جداً. في – 2016 تمّ إطلاق Pokerstars NJ، الموقع الذي يعمل في نيوجيرسي فقط، وهي واحدة من ثلاث ولايات أمريكية، تشمل أيضاً الولايات نيفادا و ديلاوير ، وهي التي يُسمح فيها بلعب القمار عبر الإنترنت.