بعد انطلاق موقع بوكر ستارز بقوة، وبعد نجاحه الباهر، في أحد أيام عام 2011 ، حلّت الطّامة الكبرى على الموقع. ولكنه منذ تلك الفترة، سنحت له الفرصة ليستعيد نشاطه من جديد، تمّ بيعه في صفقة ضخمة، وحافظ على مكانته كأقوى موقع بوكر في العالم. سوف نروي لكم قصة الضربة القاسية التى تكبّدها بوكر ستارز منذ إقامته وحتى اليوم. لقد حلّت به الأزمات الصّعبة حتى في قمة ازدهاره وعندما كان في أوجه، وربما كان قد أصابه الغرور من نجاحاته ومن المبالغ المالية الهائلة التي كانت بحوزته.
يوم الجمعة الأسود للبوكر
في عام -2011 كانت لعبة البوكر في قمة شعبيتها – وبالنتيجة، كان بوكر ستارز أحد الرّابحين الكبار من ذلك. وفي مباريات
الـ -PCA للبوكرستارز في جزر الكاريبي، أصبحت جولة ألعاب بوكر ستارز هي جولة الألعاب الحية الأكثر فخامة من حيث مبالغ الجوائز العالية فيها خارج لاس فيغاس، وأصبحت فانيسا سيلبرت، وهي لاعبة محترفة في بوكر ستارز من أشهر اللاعبات التي تحدثوا عنها حول العالم بإسهاب، خاصة بعد فوزها للمرة الثانية على التوالي في دورة ألعاب البوكر في شمال – أمريكا، ولقد نالَ البرنامج التلفزيوني High Stakes Poker الذي كان تحت رعاية بوكر ستارز في تلك الفترة جماهيريةً عالية.
لم يكن أحد في بوكر ستارز يتوقّع ما حدث في أهم يوم في تاريخ البوكر اون لاين – 15 أبريل 2011، اليوم الذي لن ينساه عشّاق البوكر وسمّوه “يوم الجمعة الأسود”.
وتعود القصة إلى الوراء، لتبدأ قبل يوم الجمعة الأسود هذا بخمس سنوات، حين قام الكونغرس الأمريكي بِسنّ قانونٍ في – 2006 يحدّ من القمار عبر الإنترنت. وكما تحدّثنا في القسم السابق ، فإنّ بوكر ستارز قد استفاد بالفعل من هذا القانون، فهو بالنقيض للمواقع الكبرى مثل بارتي بوكر الذي قرّر ترك الولايات المتحدة كردّ فعل على القانون، بقي بوكر ستارز واستولى على حصّة كبيرة من سوقهم. ولكن هذا النجاح ارتدّ عليهم كما يرتد الـ بوميرانغ في ذلك اليوم المدعو بيوم الجمعة الأسود.
نهاية حقبة في البوكر العالمي
يوم الجمعة الأسود – إعلان وزارة القضاء الأمريكي عن غلق موقع البوكر
وبسبب الصعوبات البيروقراطية الكثيرة، مرّت عملياً أربع سنوات منذ سنّ القانون ضد القمار عبر الإنترنت، إلى أن تم تطبيقه في الواقع وأصبح ساري المفعول في يونيو 2010. كان أصحاب مواقع البوكر يتوقّعون أنهم ربما سوف يكونون محميين من هذا القانون – ولكن السلطات الأمريكية في -2011 قررت فرض القانون بكل حزم وقوة. وأصدرت وزارة القضاء الأمريكي بيان دعوى ضد 11 من مدراء ثلاثة مواقع كِبار للبوكر الذين كانوا نشطين آنذاك وهم: بوكر ستارز، بول تيلت، و أبسولوت بوكر. وكان يشاي شوينبيرج، مؤسس بوكر ستارز، من بين المتهمين، إلا أنه كان خارج الولايات المتحدة وقتها، ولذلك لم يتم القبض عليه. وعلاوة على ذلك، قدّمت الوزارة دعوى مدنية ضد هذه المواقع وطالبتهم بمبلغ ضخم قدره 3.2 دولار.
وبدلاً من الصفحة التي اعتاد المتصفحون رؤيتها لدى زيارتهم موقع بوكر ستارز، وجدوا إعلاناً من وزارة القضاء الأمريكي بغلق الموقع. ولم يمر سوى خمسة أيام بعد يوم الجمعة السوداء، حتى توصّلوا في بوكر ستارز إلى اتفاق مع سلطات القضاء وأُعيدَ لهم عنوان الإنترنت (Domain) الخاص بهم إلى موقعهم. وعاد الموقع لممارسة نشاطه – ولكن لم يَعد مسموحاً للاعبين الأمريكيين أن يلعبوا على الموقع. وبعد أسبوع ونصف من يوم الجمعة الأسود، توفّرت الإمكانية للاعبين الأمريكيين أن يسحبوا نقودهم – وبذلك فارقوا نهائياً الموقع الذي كان منصّة البوكر المفضّلة لديهم.
اليد اـ – 100 مليار في بوكر ستارز
100 مليار يد
ورغم الضربة القوية التي تلقّاها بوكر ستارز، كان الموقع الذي واجه المشاكل أكثر بكثير منه، هو بول تيلت، منافسه الكبير الذي بالإضافة إلى المخالفات التي قام بها ضد قانون القمار، تمّ اتّهامه أيضاً بقيامه بخدعة فونزي، فخدع بهذا زبائنه.
في شهر يوليو 2012 توصّل بوكر ستارز إلى اتفاق مع وزارة القضاء الأمريكية الذي استطاع بموجبه أن يشتري ما يمتلكه موقع بول تيلت الذي كان غارقاً تحت ثقل المشاكل المالية. وبالمقابل دفع بوكر ستارز غرامة وقدرها 547 مليون دولار، وصدر حكم على يشاي شوينبيرج المؤسّس بمغادرة بوكر ستارز في غضون 45 يوماً.
ورغم أن الموقع فَقَد اللاعبين الأمريكيين الذين كانوا يزورونه، نجح بوكر ستارز في استعادة نشاطه، وفعلاً استردّ قوته بعد الضربة الموجعة التي انهالت عليه في يوم الجمعة الأسود. وفي شهر يونيو 2013، بعد سنتين من التحرر، أعلن عن اليد
الـ – مليار التي لعبها اللاعبون على الموقع، وكانت اللاعبة اليونانية إيزادورا فانيوطوبولو هي التي فازت بهذه اليد الشهيرة، وحصلت على مكافأة خاصة وقدرها 103,800 دولار، وذلك على الرغم من أن مبلغ الرهان نفسه في اليد لم يتجاوز 31.55 دولار فقط. بالإضافة إلى ذلك، بدأ بوكر ستارز بافتتاح غرف بوكر خاصة به في أماكن مثل مدريد، لندن و ماكاو.
في عام 2014 أعلنت مجموعة أمايا الكندية أنها اشترت مَوقعِي بوكر ستارز وبول تيلت بمبلغ ضخم و قدره 4.9 مليار دولار. ومدير عام شركة أمايا الأوّل كان ، داود بازوف، و هو من أصل جيورجي، هاجر إلى كندا مع والديه عندما كان طفلاً. عمره سنة، ويديرها اليوم رافي أشكنازي.
في ما يتعلّق بالسوق الأمريكي،كان نجاح بوكر ستارز في العودة محدوداً جداً. في – 2016 تمّ إطلاق Pokerstars NJ، الموقع الذي يعمل في نيوجيرسي فقط، وهي واحدة من ثلاث ولايات أمريكية، تشمل أيضاً الولايات نيفادا و ديلاوير ، وهي التي يُسمح فيها بلعب القمار عبر الإنترنت.
رغم أن موقع بوكر ستارز عاد لممارسة نشاطه في جزء صغير فقط من المناطق في الولايات المتحدة، إلّا أنه كان ولا زال الموقع الأهم في العالم الذي توزع فيه الجوائز بملايين الدولارات أسبوعياً، والمباريات الحية تبث عبره في أجمل الأماكن حول العالم مع أقوى اللاعبين المحترفين الذين يحتلون الدرجات الأولى. في هذا الجزء الثالث والأخير من قصة بوكر ستارز سوف نروي لكم ما حدث.
بعد أن سردنا لكم في الجزء -1 و الجزء – 2 ما حدث في الماضي في بوكر ستارز، وكيف تحول من مجرد فكرة طموحة أطلقها أحد المبرمجين الكنديين إلى أكبر موقع بوكر في العالم، سوف نروي لكم الآن قصة الموقع ونجاحه في الحاضر. وذلك رغم الضربة القاسية التي تلقّاها قبل سبع سنوات في “يوم الجمعة الأسود” وبالرّغم من مغادرته لمعظم الأسواق الأمريكية، حافظ بوكرستارز على مكانته وهو يعتبر أهم موقع في العالم ويسيطر، حسب التقديرات، على ثلثين من سوق البوكر عبر الإنترنت في أيامنا.
البوكر في أجمل مناطق العالم – PCA جزر الباهاما
قامت شركة أمايا بشراء بوكر ستارز في-2014 وغيّرت اسم الموقع إلى -The Stars Group وهي أكبر الشركات في العالم في ألعاب الكازينو عبر الإنترنت وهي تمتلك إلى جانب بوكر ستارز علامات تجارية رائدة مثل Full Tilt و- Sky Betting.
55 دولار Buy in و الـ 1,000,000 دولار مضمونة
يعرض موقع بوكر ستارز ألعاباً كثيرة ومتنوّعة لدرجة تثير غيرة المواقع الأخرى. وبكونه أكبر موقع بوكر في العالم، يجذب إليه الكثير من اللاعبين المحترفين، فهو يوفّر ألعاب الكاش ومباريات بطولة في مختلف المجالات الممكنة – هولدم، أوماها، راز، استاد، دراو وغيرها. ويشمل الموقع قسماً للمباريات والذي يكون ممتلئاً بأعداد تصل إلى عشرات الآلاف من المشاركين خاصة عندما يحين موعد المباريات الكبرى. وفي مباراة الـ – Sunday Million التي تُقام كل يوم أحد، تُضمن الفرصة لمن يصل المرتبة الأولى أن يربح مبلغ مليون دولار، ويتطلب الاشتراك فيها مبالغاً منخفضة مثل 215 دولار . أمّا الجائزة الكبرى في المرتبة الأولى فهي على الغالب تتجاوز الـ- 100 دولار. ويوم الأحد، كما هو معروف، يوم العطلة الرسمية في بلاد كثيرة، وقد أصبح يوما احتفالياً لِلاعبي البوكر في بوكر ستارز وهي تشمل مختلف المباريات الخاصة الأخرى مثل الـ – Sunday Warm-Up ، Sunday Storm وغيرها. بالإضافة، يوفّر مباريات يومية حيث تختلف مبالغ الاشتراك حسب اللعبة.
دانييل نغرانو
ولكن أهم لعبة على الإطلاق في مباريات بوكر ستارز فهي دوري الألعاب الفريدة وبشكل خاص WCOOP اختصاراً لـِ World Championship Of Online Poker و لعبة الـ – WCOOPوهي المرادف الإنترنتي لـِ World Series Of Poker، وهي سلسلة مكونة من 60 مباراة تقام كل شهر سبتمبر مع أفضل اللاعبين في العالم.
في -WCOOP هناك حدثين رئيسيين الأول لعامة الناس ومبلغ الاشتراك فيه معقول وهو 55 دولار ويكون مبلغ رصيد الجوائز العام والكلي يصل إلى مليون دولار على الأقل. أمّا الحدث الثاني فهو معدّ للاعبين المحترفين الأثقل وزناً ويبلغ الرصيد العام والكلي للجوائز عشرة ملايين دولار على الأقل، ويربح اللاعب الفائز فيها مليون دولار على الأقل، وبالطبع يكون مبلغ الاشتراك أعلى بكثير هذه المرة ويصل هذه المرة إلى 5,200 دولار.
هناك دورة ألعاب للاعبين الذين يريدون الاشتراك بميزانية أقل، وهي الـ – Micro Millions التي توفّر جوائز مرتفعة جداً ومبالغ الاشتراك فيها منخفضة فعلاً وتتراوح ما بين 3 إلى 5 دولار في أغلب الأحيان. وبطبيعة الحال، تشدّ هذه الألعاب إليها أعداداً هائلة من اللاعبين وبهذا يكون الفوز أصعب لأنك سوف تضطر أن تجد لك منفذاً بين عشرات الآلاف من المتنافسين إذا كنت تريد ربح جوائز كبيرة.
وهناك دورات ألعاب أخرى لها شعبيتها في بوكر ستارز وهي الـ – SCOOP وهي بطولة الربيع في البوكر أونلاين والتي تقام في شهر مايو (أيار) موزعة على ثلاثة أحداث رئيسية وتتراوح مبالغ المشاركة في الألعاب ما بين 109 دولار إلى 10,300 دولار وأيضاً الـ – Turbo Series وهي كما يستدل من اسمها دورة ألعاب توربو.
امبراطورية، وليس فقط عبر الإنترنت
اللاعب المحترف – ستيف تشيدويك
إن ما يحوّل بوكر ستارز إلى امبراطورية بوكر حتى خارج نطاق الإنترنت، هو في الواقع دورة الألعاب الحية التي تقيمها. يقوم بوكر ستارز بالإشراف على ثمان دورات ألعاب حية مختلفة، وأبرزها هيPokerStars Caribbean Adventure ، PokerStars Championship و – European Poker Tour .
لعبة الـ -PokerStars Championship هي لعبة اللاعبين الأقوياء الأفذاذ، صواريخ البوكر، ومبلغ الاشتراك يرتفع إلى 25 ألف دولار ومبالغ الجوائز مرتفعة طبقاً لذلك بطبيعة الحال. وتتيح هذه اللعبة للاعبين الأقوياء والأثرياء أن يَستمتعوا بأروع المناظر الطبيعية الخلابة في جزر البهاما أثناء مباراة البوكر بـِ – 25 ألف دولار.
أمّا لعبة الـ – European Poker Tour وهي مفضّلة لدى لاعبي البوكر الخبراء فهي لعبة متنقلة رحّالة تمر في عدة دول في أوروبا حيث مبلغ المشاركة يتراوح ما بين الـ – 1,100 يورو و – 50 ألف يورو. ويقيم بوكر ستارز مباريات مثلPokerStars Festival و-PokerStars MegaStack للاعبين ذوي القدرات المالية المحدودة بأسعار مريحة أكثر.
شاهِد اللعبة على الأقل إذا لم تكن تقدر اللعب
من لا يستطيع المشاركة بلعبة البوكر اون لاين في الكرنفال يمكنه الاستمتاع بمشاهدة اللعبة. يعرض بوكر ستارز الكثير من المحتويات الممتازة والمتنوّعة على قنوات اليوتيوب.
عبر قناة بوكر ستارز على الـ يوتيوب يمكنك مشاهدة كل المباريات في بث مباشر ومسجل بجودة عالية، كما ويمكنك مشاهدة المقابلات مع اللاعبين المعروفين في بوكر ستارز ، وبرامج وأحداث خاصة قام بوكر ستارز بإنتاجها، كما يمكنك مشاهدة برامج سابقة وغيرها.
في بِركة أَسماك القرش المفترسة: اللاعبين المحترفين في بوكر ستارز
كريستيانو رونالدو – راعي بوكر ستارز
وكما يليق بالمواقع الكبرى في العالم، يقوم بوكر ستارز باختيار اللاعبين المحترفين فيه بدقّة ويتولى رعايتهم عدد من اللاعبين المعروفين في العالم. وفيما يلي أمثلة لبعض الأسماء الأكثر شهرة:
دانييل نغرانو (كندا) – هو ربما لاعب البوكر الأكثر شهرة، ويلقب بـِ “ولد البوكر” ( poker kid) وهو لم يعد ولداً وأصبح عمره 44 إلّا أنه لا يزال أحد لاعبي البوكر المحبوبين في العالم. وهو معروف بطبعه الاجتماعي عند ممارسة اللعبة على الطاولة وأيضاً بنشاطه الكبير على الشبكة والذي أكسبه الكثير من المعجبين والمشجعين. ويصل المبلغ الذي ربحه في المرّات التي فاز فيها 39,830,194 دولار وهو الثاني في تاريخ البوكر في العالم.
كريس موني ميكر (الولايات المتحدة الأمريكية) – وهو اللاعب الذي غيّر وجه لعبة البوكر إلى الأبد عندما تحوّل من مُحاسب مجهول إلى مليونير بعد أن فاز في بطولة العالم في البوكر والتي وصل إليها من مباراة عبر القمر الصناعي بمبلغ اشتراك قدره – 86 دولار. وهو يعتبر اللاعب الذي كان السّبب في انتشار البوكر المعروف انتشاراً معروفاً بـِ “Poker Boom ” الضخم الذي رفع من جماهيرية البوكر.
إيغور كورغنوف (روسيا) و ليف بوري (بريطانيا) – وهما زوجان وكثيراً ما تراهما يحضران معاً في المباريات الكبيرة في العالم. كورغنوف هو اللاعب الروسي الأكثر نجاحاً في التاريخ ، بينما ليف بوري هي إحدى اللاعبات الأكثر نجاحاً في التاريخ من بين النساء.
ساندي مايليون
فاطيمة موريرا دي ملو (هولندا) – وهي بطلة أولمبية في رياضة الهوكي على العشب وقد أصبحت لاعبة بوكر محترفة وكثيراً ما تظهر في ألعاب البوكر الفخمة في العالم. وهي مشهورة بأسلوبها العاطفي والجريء في الكلام، بالذات حين تخسر اللعبة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك منتخب في بوكر ستارز يدعى TeamOnline وهو مكوّن من بعض ثعالب الإنترنت المعروفين، من بينهم جيمي ستايفلز، وهو على ما يبدو من أكثر اللاعبين الذين تبث ألعابه عبر الإنترنت، و لاكس فيلد هويس الهولندي الذي أصبح موقعه وجهة يقصدها كل عشّاق البوكر، وأيضاً راندي لو، و هو من أفضل لاعبي الـ أون لاين كاش في العالم.
وبغض النظر عن المقدّمين الثابتين وهم جميعهم لاعبوا بوكر محترفون، يحب بوكر ستارز الاستعانة بالمشاهير عشاق البوكر حتى يحصل على انتشار و دعاية للموقع. ومن بين الأسماء المهمة التي رفعت شهرة اسم بوكر ستارز في الماضي يمكنك اختيار كريستيانو رونالدو، أوسين بولت، الـ ستارت أب الكوميديان كوين هارت، رفائيل نادال وغيرهم…
أثارت تجربة إيزلدور1 الجنونية في اللعب، أَضخم ظاهرة زعزعت عالم البوكر في السّنوات العشر الأخيرة، فقد ربح في لعبة واحدة مبلغ 6 مليون دولار، وخسر 4.2 مليون دولار حين دخل في منافسة قوية ضد من هم الأفضل على الإطلاق من اللاعبين في العالم، وكلّ ذلك في غضون 4 ساعات فقط من اللعب! منذ اختراع بطاقات اللعب، لم تُروى قَط تجربة مثيرة، تلهب الحواس، وتكاد تُصيبك بالدّوار وكأنك تركب قطاراً أخطر من قطار الموت في مدينة الملاهي! إنها ظاهرة اللاعب فيكتور إيزلدور1 بلوم .
لقد كانت الفترة الأخيرة من العِقد السّابق بمثابة فترة انتقالية ترمز إلى انتقال زعامة البوكر من أيدي لاعبي الكازينو المخضرمين، أصحاب الأقدمية، إلى لاعبين بارعين لدرجة الشراسة عبر الإنترنت، ذوي قدرات فذة، ويلعبون بذكاء شديدة، وممّن ارتقوا بمستوى اللعبة إلى آفاقٍ شاهقة لم تعهدها لعبة البوكر من قبل.
فيلم كرتون قصير عن آيزولدور1
فجأة وبدون سابق انذار، وثب إيزلدور1 عالم البوكر… هكذا بُغتةً، وكأنه جاء من العدم من حيث لا يدري أحد في نهاية عام 2009 ، ليظهر على أهم طاولات الـ هاي ستيكس المعروفة آنذاك، ألا وهي فول تيلت. لعب إيزلدور1 إلى جانب لاعبين مشهورين أمثال فيل إيبي، باتريك أنطونيوس، فيل جلوفند، وأيضاً داوون في جولات تصل فيها قيمة الرهان إلى مبالغ كبيرة تبلغ 500- 1000 دولار، وبلمح البصر، ذاعت شهرته وصنع لنفسه اسماً لامعاً منتشراً كلاعب لا يوجد للخَوف في قلبه مكان. وقد عرض اسلوباً مبهراً في اللعب غاية في الحِدّة والشراسة، ولم يكن يهاب أي حصيلة مالية في قيمة الرهان، ولا من الوقوف وجهاً لوجه أمام من اعتُبروا أهم اللاعبين عالمياً. في شهر نوفمبر 2009، بعد مرور فترة قصيرة منذ أن بدأ يلعب الـ هاي ستيكس، وصلت أرباحه ما يقارب الستة ملايين دولار. أثار إيزلدور1 بهذا الفوز ضجة كبيرة بِحق – وتحوّلت الجولات التي يتنافس فيها إلى محط أنظار كل هواة البوكر يقصدونها من كل مكان، والذين كانوا، بينما ينبهرون به ويأخذهم الإعجاب بانجازاته، يطرحون شتّى الفرضيات حول سر هوية هذا اللاعب الغامض الذي قلب عالم البوكر رأساً على عقب. ”انه يمارس اللعبة على تسع طاولات في آن واحد أمام أنطونيوس، إيبي و دووان. لا شكّ أن هذا الشاب تنقصه إحدى الكروموسومات” قالها مُعلّقا، إيلاري ساهميس، وهو أحد محترفي البوكر آنذاك عندما تحدث مفسّراً ظاهرة إيزلدور1 .
” مقارنة القَرن”، إيزلدور1 يدفع دخولا كاملا (أول إين) مع زوج آخر
كان إيزلدور1 على أهبة الاستعداد، مفعما بكثيرٍ من الثقة، ومزوّدا بالمال اللازم للمعركة الكبرى– حتى يقف وجها لوجه متنافساً على اللقب أمام توم دووان. تناطح الاثنان لمدة خمسة أسابيع فوق ست طاولات، وتدفّقت الملايين من ناحية إلى الأُخرى خلال التشابك بينهما في اللعبة، ولكن في نهاية الأمر، حُسم الأمر لصالح إيزلدور1 الذي ربح مبلغاً لا يقل عن الـ 5 ملايين من الدولارات.
والآن، هل سوف يهتف له الجميع: “يعيش الملك الجديد”؟ كلا، ليس بهذه السرعة. ففي لعبة البوكر، لا يمكنك الربح دائماً دون توقّف، وهذه الحقيقة يعرفها جيداً كل اللاعبين، حتى هؤلاء الذين تقتصر تجربتهم على ألعاب 1-2، مع أصدقائهم في ليالي العطلة الاسبوعية. ولم يحدث بالمرة أن لاعباً ما لم يخض تجربة الخسارة حتى ولو لفترة قصيرة – والأيام السوداء المشؤومة حلّت أيضاً على إيزلدور1 . وكما حدث في فترة الأرباح بالضبط، كانت المبالغ التي خسرها ضخمة مروّعة أكثر من أي لاعب آخر.
أما الخطأ الذي وقع فيه إيزلدور1 فقد كانت التنويع الذي قام به، ومزجِه لــِ تكساس هولدم التي كان يتقنها بكل حذافيرها، فحاول أن يجرب حظه أمام الأفضل في لعبة أوماها. كانت التجربة المريرة الأولى التي مرّ بها إيزلدور1 هي عندما لعب وجهاً لوجه أمام اللاعب الفنلندي الشهير باتريك أنطونيوس. وكان قد هزم أنطونيوس وانتزع منه 1.6 مليون دولار قبل ذلك بيوم واحد فقط. رغب أنطونيوس بالثأر وعرض عليه لعبة مشتركة – ولكن في هذه المرة، لعبة فوت ليميت أوماها، بدلاً من هولدِم. كان إيزلدور1 عديم الخبرة في أوماها، إلّا أنه قَبِل التحدّي على الرّغم من ذلك، وخسر حتى آخر النّهار مبلغاً لا يقل عن – 3 مليون دولار (!) لصالح أنطونيوس .
أمّا الضّربة التالية، فقد كانت أكثر وجعاً وإيلاماً. فقد قَبل إيزلدور1 الدعوة للعبة PLO أمام رايان هيستنجز الذي يُعتبر من الأفضل في العالم في لعبة أوماها. حضر هيستنجز للقاء إيزلدور1 بعد استعدادٍ تام صارم غاية في الدّقة. وزّع هو وأصدقاءه بينهم نماذجاً لـِ 30,000 مجموعة من الأوراق (الأيدي) التي لعب بها إيزلدور1 في السّابق، وذلك حتى يتقنوا بالتفصيل كل جانب من جوانب مهارته في اللعب. وفي- فول تيلت، وُصفت هذه الخطوة بأنها ليست عادلة ولا نزيهة، لأنهم تمكنوا من معرفة معلومات أكثر من قبل مما عرفوا خلال الوقت الذي لعبوا فيه في اللعبة ذاتها. حتى أن أحد المشاركين خسر عقد التبني الذي عقده مع موقع الانترنت.
إيزلدور1 وتـوم دووان يلعبان وجهاً لوجه
في اللعبة ذاتها، حطّم هيستنج إيزلدور1 وهزمه هزيمة بالغة يداً بعد يد. وتدفّقت الأموال إليه بسرعة هائلة، وخلال أربع ساعات فقط، انتهى التحدي، عندما ربح هيستنج 4.2 دولار على حساب إيزلدور1. ويبدو أنّ هذه الخسارة قد أوجعت قلب إيزلدور1 لدرجة أدّت إلى اختفائه من – فول تيلت لمدة ثلاثة أشهر. وعندما عاد، استمرّ التأرجح الجنوني لِقطار الموت المرعب، فقد ربح ثلاثة مليون دولار، لكنه بعدها خسر كل شيء واختفى حتى نهاية السنة.
نالت عودة إيزلدور1 إلى عالم البوكر نشراً وتغطية إعلامية كاملة. في بداية 2011 وقّع إيزلدور1 عقد تبني في موقع البوكر الأكبر في العالم وقرر PokerStars أن يكشف هويته. وظهرت الشخصية الغامضة باسم فيكتور بلوم، لاعب سويدي شاب ابن 21 عاما في حينها (28 في أيامنا) والذي حقق إنجازات باهرة متخفيا بلقب Blom90 .
ومع كشفِه لهويته، تبينت سيرته الذاتية والطريق التي سلكها حتى أصبح إيزلدور1 . كان بلوم قد تعرّف على البوكر عن طريق أخيه في سن 14 عاما. وعلّم بلوم اللعبة لأصدقائه وبدأوا يلعبونها في أوقات الفرص المدرسية على مبالغ صغيرة حيث كان بلوم يتفوق على الجميع ويهزمهم كما هو متوقّع. قرر فيكتور التقدّم والمضي قدماً في اللعبة مع أخيه حيث أودعا مبلغاً مالياً في موقع البوكر، وفور انتهاء المباراة الاولى أتمّا الدرجة الخامسة وربحا مبلغ 300 دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لهما في تلك الأيام. بدأ بلوم يستجمع حساباً بنكياً وصار يلعب بشكل ثابت في ست أند جو بـِ -500 دولار للدخول. عندما صار عمره 15 سنه، كان حسابه في البنك قد وصل إلى 4 مليون دولار. إلا أنه كما حدث في أيامه الأخيرة، كانت لدى بلوم الشاب الصغير خسائر موجعة. فقد خسر المبلغ الكبير الذي ربحه خلال فترة قصيرة، عندما جرّب حظه في جَولات لعب قيمة الرهان فيها عالية.
الجولة الأسـوأ على الإطلاق، القصة ما وراء الخسارة لـِ هيستينج
خسر بلوم في البوكر حتى النقود التي أعطاها إياه والِداه ليدرس في الكلية. وعندما اكتَشفا ذلك، طلبا منه العودة للمنزل، ليكرس جهده في الدراسة وليتنازَل عن حلمه في البوكر. ولكن بلوم لم يتنازل وقرر منح البوكر فرصة أخيرة. نجح في ربح 2,000 دولار وقرر أن يتعامل مع نقوده باحترام وأن يكوّن لنفسه حساباً في البنك على نحوٍ أكثر منهجية. وفعلا نجح في ربح 100 ألف دولار، ومن هذه النقطة كانت الطريق سهلة وسريعة لِطاولات البوكر الكبرى وإلى اللقب الجديد، إيزلدور1 ، الذي أصبح الأكثر شهرة في تاريخ البوكر.
في أيامنا، لا زال بالإمكان العثور على إيزلدور1 بين الفينة والفينة يلعب في البطولات وفي الألعاب الكبرى في بوكر ستارز. وهو فعّال أيضا في حلبة البوكر الحية، وتصل أرباحه في البطولات الحية إلى ما يقارب 2.9 مليون دولار. وحتى في هذه السنة وحدها، تمكن من الفوز في الحدث المركزي في بارتي بوكر في ألمانيا وربح أكثر من مليون دولار. وكانت اليد الأخيرة في البطولة هي من أكثر الأيدي المعروفة التي يتحدث فيها الناس هذه السنة، والتي وصفها نقاد ومفسّري البوكر بـِ “مقارنة القرن” عندما دفع بلوم أول-إين ضخم مع زوج آخر لغريمه وأنهى التحدي. وقد أعادت هذه اليد للذكرى الأيدي التي اختلقت وأشعلت ظاهرة إيزلدور1 قبل ذلك بتسع سنوات.
لقد فاز بأَربع أســــــــاور و بملايين الدولارات، وهو قادرٌ أن يلعب البوكر لايف على عِدة طاولات في آن واحد، وفاز بلقب أفضل لاعب في بطولة العالم بفارق عظيم. ومع كل هذا، هو ليس من الشخصيات المحبوبة في عالم البوكر- وسوف تُدرك ذلك بشكل أَوضح حين ترَى كيف يقوم بتأخير يده (Slow Roll) و يتجنّب إظهار يده الفائزة في المواجهة.
ليس هناك لاعب بوكر أونلاين إِلا وصادف تجربة الـ Multi-Tabling، وهي فرصة اللعب المغرية على عدة طاولات في آن واحد. وهناك لاعبون محترفون يمارسون اللعبة فوق 24 طاولة في آن واحد. ولكن ما تراه مريحا سهلا لهذه الدرجة على شاشة الكمبيوتر، ليس كذلك في الواقع أثناء لعبة البوكر الحية، حيث يتحتم عليك الحضور بنفسك بجانب الطاولة عندما يقوم الديلر بتوزيع البطاقات.
هل يبدو لك الأمر خياليا؟ لن يكون كذلك إذا سألت لاعب البوكر الأمريكي المحترف، شون ديف (في بداية الثلاثينيات من عمره). ففي دورة بطولة العالم في البوكر في لاس فيغاس هذا الصيف(WSOP)، قرر ديف الاشتراك في بطولتين في آن واحد. ولكن، كيف تم تنفيذ هذا الأمر عملياً؟ لقد تم تنفيذه تماما كما قيل وسمعناه بالضبط. أي أنه حالما انتهى من اللعب باليد التي كانت معه على طاولة واحدة، سارع للطاولة الأخرى ليلعب هناك. ورغم أن ديف نجح في أن يربح في هاتين اللعبتين على نحو جد مثير للإعجاب، من الصعب القول أن الطريقة التي لعب بها هي الطريقة الموصى بها، أو أنها هي الطريقة المربحة بشكل خاص، فقد احترقت أيدي كثيرة خاصة به إذ لم يستطع أن يلحق بها في الوقت المناسب، إضافة إلى المراهنات العمياء التي أُخذت منه عندما كان مشغولا على الطاولة الثانية.
إذاً، لماذا يا ترى قرر ديف المجازفة واتخاذ هذه الخطوة التي تتسم بالغرور الزائد، رغم خبرته القوية وانتصاراته العديدة؟
الجواب، لأنه بكل بساطة، قرر أن يمضي قدُما نحو لقب لاعب السنة خلال دورة حتى ولو على حساب الربح.
يُمنح لقب أفضل لاعب في دورة ألعاب البطولة العالمية منذ عام 2004 للاعب صاحب أفضل إنجازات في الدورة. على كل نتيجة يحصل عليها اللاعب خلال دورة المباريات في لاس فيغاس و روز شادوف يحصل على عدد معين من النقاط ، واللاعب الذي يحصل على عدد أكبر من النقاط يُمنح لقب أفضل لاعب في السنة. دانييل نِجرانو كان أوّل من فاز باللقب، وهو أيضا الوحيد الذي فاز باللقب مرتين، حين نجح في ذلك وكرّر ذلك الإنجاز مرّة أخرى في -2013.
وهذه الطريقة في إعطاء النقاط هي لمصلحة من يختار التنافس في أكثر عدد من المباريات، وهكذا، مع كون ديف صاحب عائلة وأب لطفلين، قرر هذه المرة أن يتفانى ويبذل قصارى جهده بشكل خاص ولعب في أكثر من مباراة سوار اكثر من أي لاعب آخر.
كانت نجاحاته مبهرة، وفي فيغاس، وصل إلى الفضة في -16 مباراة، وفاز بسوارين ممّا أدى إلى رفع معدّله إلى أربع أساور. كان فوزه في مباراة الـ- هاي رولر أوماها (25 ألف دولار للدخول) قد منحه جائزة مادية ضخمة بشكل خاص تعادل 1.4 مليون دولار. في الجزء الأوروبي من دورة المباريات، دخل 4 مرات إضافية ليتنافس على الفضة وكاد أن يفوز بسوار آخر عندما أنهى في المرتبة الثانية في مباراة مختلطة تمزج أوماها مع هولدم. بالمناسبة، أخبر ديف بعدها أن تلك الأساور كانت إنجازا ثانويا بالنسبة لنجاحه في أن يلعب بشكل فعال ومربح في مباراتين معا في آن واحد.
في نهاية الأمر تبيّن أن الجهد الذي بذله لم يضع هباء، وكان فوز ديف بفارق خيالي. حصل ديف على 5,073 نقطة، أي أكثر بكثير من اللاعب بن يو وهو في المرتبة الثالثة مع 3,746 نقطة.
“منذ أول يوم لي في البوكر، كنت دائماً أهتم بشأن النقاط”، قالها مفسر اً عندما سؤل سبب عن اجتهاده في نيل اللقب، في أيامها، كان تدريج لاعبي المباريات في بوكر ستارز, هو المحفز الرئيسي بالنسبة لي للعب وبذل الجهد. وفي فترة حياتي المهنية، فزت بالكثير من النقاط، وفي دوري ألعاب البوكر العالمية هناك أهمية كبيرة للنقاط. وكنت أصبو لذلك حتى ولم يكن هناك جائزة مادية”.
تعلّم البـوكر من جدّته
شون ديف هو لاعب ذائع الصيت في مجتمع البوكر. شارك في عدد لا حصر له في مباريات وألعاب تم تصويرها ويبلغ مجموع الجوائز التي حصل عليها في مباريات حية الستة ملايين دولار. وهو لا يقل عن ذلك مهارة في مجال ألعاب الأونلاين التي فاز فيها خمس مرات في بطولات العالم في البوكر أونلاين.
تعلّم البوكر من جدته إلين في الصغر، وطوال الفترة التي عاشتها كانت تحرص على متابعة حياته المهنية وكانت تتصل به بعد كل مباراة لتسمع منه عن تجاربه. واعترافا لجدته المخلصة بالجميل كافأها ديف قبل 7 سنوات عندما بلغت من العمر 91 عاما وقام بتمويل اشتراكها في الحدث الرئيسي في بطولة العالم.
بعد أن تفوق في ألعاب البوكر الودية بين أصدقائه في المدرسة الثانوية، قرر ديف أن يترك دراسته الأكاديمية ليتفرغ للبوكر. وكان يلعب في تلك الفترة في -20 مباراة في آن واحد على الإنترنت وبدأ يكون لنفسه رصيدا ومكانة في عالم البوكر. وفي عام 2008 عندما كان يبلغ من العمر 22 سنة فقط تمّ تدريجه في المرتبة الخامسة كلاعب السنة على الإنترنت في العالم حسب مجلة Card Player ونال نفس الدرجة في السنة التي تلتها.
قبل ثلاث سنوات، فاز بسوار ببطولة العالم الأولى له في مباراة أوماها ، ومنذ ذلك الحين زاد على ذلك بثلاثة انتصارات أخرى وكان يقدمها هدية بالمقاربة لأقربائه.
رغم صغر سنه، يصف ديف أسلوبه في اللعب بأنه تقليدي مقارنة بالبرمجيات الحديثة السائدة اليوم في مجال البوكر. وخلافا لبقية اللاعبين لا يستخدم الـ – HUD (برنامج التتبع للخصم) حين يمارس اللعبة أونلاين لأن كونه والدا لطفلين، لا يوفر له الوقت الكافي للجلوس والتدرب على الـ – GTO ) Game Theory Optimal) وهو أسلوب اللعب الدارج اليوم بين اللاعبين المحترفين.”الحقيقة أنه رغم فوزي بسوارين هذه السنة، فأنا لا أجيد الـ أوماها كما ينبغي ولم أعد ألعب الـ هولدم جيداً”، يقول ديف، “كانت هناك مرات ليست بقليلة في دورة المباريات هذه السنة والتي كنت فيها الأسوأ على الطاولة. هؤلاء الشبان أفضل مني بكثير، ولكنني كان لدي بعض الأساليب ونجحت في جعلهم يعملون في توتر وتحت ضغط. طريقتي الرئيسية كانت تقوية عامل الحظ من خلال القيام بالرهان على مبالغ عالية. وفي اللحظة التي أدرك فيها أنني اللاعب الأضعف، كنت أقلل من ميزة التفوّق لدى الخصوم عن طريق تقوية الحظ “.
“حركة سلو-رول هي شيء مضحك”
وبطبيعة الحال، بسبب إنجازاته الكثيرة، أقدميته وحضوره القوي الثابت في دورات اللعب، من الصعب القول أنه لاعب محبوب بشكل خاص. وقد استاء و انتقده الكثيرون بسبب عاداته المعيوبة، لا سيما عند قيامه بــِ السلو رول مع خصومه، فتحة بطيئة لِبطاقات جيدة أو يد القوية بشكل خاص. وفي حادثة يذكرها الكثير وتم توثيقها بالصّور، قام بحركة سلو رول في لعبة على نقود كاش ضد مايك ماتوسو الملقّب بـِ “الفم”، لأنه لم تكن له سيطرة على ما يتفوّه به من كلام. كان ديف وأصدقاؤه يتمازحون ويعتبرون الأمر حجرّد دعابة، أمّا ماتوسو فقد صار يغلي من شدة الغضب. “هذا ليس أمراً مضحكاً بالنسبة لي، ولم أفعل أنا شيئاً كهذا في حياتي”، قالها ماتوسو وبعد سخطٍ شديد غادر الطاولة.
وقد فسر ديف في الماضي في مقابلة بودكاست لمحترف البوكر داغ بولك بأنه لا يعتبر الـ سلو -رول تصرفاً سيئا أو غير رياضي، إنما هي برأيه طريقة لدراسة الخصم وأيضا لجلب روح المرح والفكاهة حول طاولة اللعب.
وإلى جانب سلوكه الشائن على الطاولة، جلب ديف لنفسه عددا كبيرا من الأعداء بسبب ميله الدائم للمجاهرة بكل ما في قلبه صراحة ومهاجمة اللاعبين الآخرين علناً. ويبدو أن أكثر العداوات الشهيرة التي كوّنها هي مع فم البوكر الكبير، ويل كاسوف. كان ديف ينتقد كاسوف بشدة حتى في الفترة التي أعلن اسمه في العناوين لأول مرة في بطولة العالم عام 2016، ومن وقتها اتهم كاسوف بأنه أهان زوجته (وهو ادعاء أنكرته الزوجة بنفسها…) وكان أول من ينشر الخبر عن كاسوف عندما تعقّدت الأمور في حياة كاسوف وسرق رقاقات من الروليت في الكازينو. (הכניסו לינק לכתבה על קאסוף)
ولم يتخذ كاسوف موقفاً محايداً، ونَعت ديف بأنه “مغرور ومحب للانتقام” وكما هو متوقع، ردّ عليه ديف قائلا بأن حان الوقت “ليكبر ويصبح بالغا ويقفل فمه”.
ولم ينتهي الأمر بالمشاجرات مع كاسوف، ففي الحدث المركزي في الدورة الأوروبية لبطولة العالم، وجد ديف نفسه على نفس الطاولة مع اللاعب التشيكي مارتين كابريل، أحد أبرز اللاعبين في البوكر اليوم بسلاطة اللسان. وكما كان متوقعا لم يقدر واحد منهم أن يجلس بهدوء، وسرعان ما بدأت المشادة الكلامية بينهم وكان أسلوب الكلام ما بينهم على هذا النمط: “أنت تتكلّم أكثر مما ينبغي” و “إذهب وارجع للولايات المتحدة!” .
“يمكنني أن أتفهم لماذا لا يحبني الناس” قال ديف في مقابلة أجريت معه من طرف مجلة CardPlayer، “أنا أقول الحقيقة كلها وجهاً لوجه، وأتبع طريقة الــ سلورول، أنا من الناس الذين يصرحون بما يفكرون، أعلم أنني أخطأت في السابق وتفوّهت بأقوال غير لائقة، وهي أشياء أتندّم عليها فقد اجتزت بعض الحدود، ولكني لا أنوي التوقّف. سوف يكون عالم البوكر أفضل لو كان خاليا من بعض المحتالين و الحُثاله، لكن ذلك لا يحدث لأن الكل يهتم بنفسه فقط، لن أسكت ولن أتكلّم بأدب، وسوف أبوح دائماً بما هو حسب اعتقادي الأفضل لمجال البوكر ولنفسي”.
ديف يقوم بحركة سلو-رول في اللعبة ضد ماتوسو
ديف يجري من طاولة إلى الأخرى
ديف يفوز بسواره الرابع في بطولة العالم – طاولة النهائي كاملة
في يد اللاعب هيرو، هو يرى بطاقتان آس آس وهو يدخل في بلايد صغير في هذه الجولة.
اللاعب علي الجالس على المقعد في الاتجاه الأيمن من الزر حول الطاولة، يفتح بداية جولة البلايندات الكبيرة. يضع اللاعب علي نصف كمية البلايندات الكبيرة. اللاعب هيرو يوافق اللاعب على الرّفع في الرهان ويضع المال ويدفع.
الــ فلوب: يبدأ اللعب أولا بإظهار البطاقات: ثلاثة بطاقات 2 – 5 – Q رينبو (البطاقات التي من نفس الصورة).
هيرو ينفذ الرهان الاستكمالي لــِ ثلث المبلغ الذي في الخزنة
1/3 خزنة – ثلث المبلغ الذي كان في الرهان منذ البداية.